اضطراب الشخصية الحدية
هو نوع من الأمراض التي تجعل من الصعب على بعض الأشخاص الشعور بالرضا عن أنفسهم والتعايش مع الآخرين. يمكن أن يتسبب ذلك في شعورهم بمشاعر قوية للغاية تتغير كثيرًا، وقد يتصرفون بسرعة دون تفكير. يمكن أن يجعل هذا من الصعب عليهم التعامل مع الأشياء اليومية في الحياة.
يشعر الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية بالقلق الشديد بشأن تركهم بمفردهم أو عدم وجود أصدقاء. إنهم يريدون أن يكون لديهم صداقات سعيدة وقوية، ولكن لأنهم يخافون جدًا من الوحدة، فقد يشعرون أحيانًا بالحزن الشديد أو الغضب بسرعة كبيرة. قد يفعلون أشياء دون تفكير أو يؤذون أنفسهم، مما قد يجعل الآخرين يرغبون في الابتعاد عنهم.
يبدأ اضطراب الشخصية الحدية غالبًا عندما يكون الناس في سن الشباب، وقد يكون الأمر أكثر صعوبة خلال تلك السنوات. في حين أن مشاعر مثل الحزن والغضب والتصرف دون تفكير يمكن أن تتحسن مع تقدم الناس في السن، إلا أنهم قد لا يزالون يكافحون مع كيفية رؤيتهم لأنفسهم، والخوف من الوحدة، ومواجهة مشاكل في الصداقات.
إذا كان شخص ما يعاني من اضطراب الشخصية الحدية، فمن المهم أن يعرف أن العديد من الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب يتحسنون بالمساعدة ويمكن أن يتعلموا كيف يشعرون بالسعادة والتوازن في حياتهم
تشمل الأعراض ما يلي:
1- الخوف الشديد من الهجر
ويشمل ذلك التصرف بسبب الخوف من الانفصال أو الرفض، حتى لو كان الخوف مصطنعًا.
2- نموذج غير مستقر للعلاقات العاطفية، مثل الاقتناع بأن شخص ما مثالي ويعتقد من يليه أنه مهمل أو قاس.
3- تغييرات سريعة في الطريقة التي تنظر بها إلى نفسك
يتضمن ذلك تغيير الأهداف والقيم، ورؤية نفسك في صورة سيئة أو كما لو كنت غير موجود.
4- فترات من جنون العظمة أو فقدان الاتصال بالواقع بسبب التوتر
يمكن أن تستمر هذه الفترات من بضع دقائق إلى بضع ساعات.
5- السلوكيات المتهورة والمتهورة، مثل المقامرة، أو القيادة المتهورة، أو ممارسة الجنس غير المحمي، أو الإسراف، أو الإفراط في تناول الطعام، أو تعاطي المخدرات، أو تخريب نجاحك من خلال ترك وظيفة جيدة أو إنهاء علاقة مثمرة.
6- التهديدات بالانتحار أو إيذاء النفس، وغالبًا ما يكون ذلك بسبب الخوف من الانفصال أو الرفض.
7- تقلبات مزاجية كبيرة تدوم من ساعات إلى أيام.
قد تشمل هذه التقلبات المزاجية فترات من التهيج أو الشعور بالسعادة أو القلق أو الخجل.
8- الشعور المستمر بالفراغ.
الغضب الشديد وغير المقبول، مثل نوبات الغضب المتكررة أو السخرية أو السخرية أو الشجار الجسدي
9- لاج اضطراب الشخصية الحدي
10- المُعالجة النفسيَّة
11- الأدوية في بعض الأحيان
تشبه المبادئ العامة لمعالجة اضطراب الشخصية الحدي المبادئ المطبقة في علاج جميع اضطرابات الشخصية.
يُعدُّ تحديدُ ومعالجة الاضطرابات المرافقة من الأمور المهمَّة للمُعالَجة الفعَّالة لاضطراب الشخصية الحدّي.
وتنطوي المُعالَجةُ على العلاج النفسي وبعض الأدوية.
المُعالجة النفسيَّة
العلاج النفسي هو المعالجة الرئيسيّة لاضطراب الشَخصِيَّة الحَدِّيّيمكن للمعالجات النفسية الخاصّة باضطراب الشخصية الحدّي أن تُقلل من السلوكيات المرتبطة بالانتحار، وتساعد على تخفيف الاكتئاب، وتساعد الأشخاص على الأداء بشكل أفضل.
تُركز المعالجات السلوكية المعرفية التالية على تنظيم العواطف ومساعدة الشخص على تحسين مهاراته الاجتماعية:
العلاج السلوكي الحواري (مزيج من الجلسات الفردية والجماعية مع المعالجين الذين يعملون كمدربين سلوكيين ويكونون تحت الطلب على مدار الساعة)
أنظمة التدريب على القدرة على التنبؤ العاطفي وحل المشاكل (STEPPS)
يُوفِّرُ العلاج السُّلُوكي الحِوَاري جلساتٍ أسبوعيةً فردية وجماعية لمدة عام واحد، حيث يكون المعالج متاحًاعلى مدى 24 ساعة في اليوم عن طريق الهاتف.ويعمل المعالج كمدرِّب سلوكي.والهدفُ هو مساعدة الناس على إيجاد طرائق أفضل للاستجابة للتوتر – على سبيل المثال، لمقاومة رغبات التصرف بشكل مدمّر للذات.
يشتمل STEPPS على جلسات جماعية أسبوعية لمدة 20 أسبوعًا.يتعلَّم المرضى مهارات تدبير انفعالاتهم، وتحدّي توقعاتهم السلبية، ورعاية أنفسهم بشكل أفضل؛فعلى سبيل المثال، يتعلّمون كيفية إبعاد أنفسهم عما يشعرون به في الوقت الراهن.كما يتعلّمون كيفية تحديد الأهداف وتجنّب تناول المواد المحظورة وتحسين عاداتهم في الأكل والنوم وممارسة الرياضة.كما يُطلب من المرضى أيضًا تحديد فريق دعم من الأصدقاء وأفراد الأسرة وممارسي الرعاية الصحّية الذين هم على استعداد لتدريبهم عندما يكونون في أزمة.
تُستخدَم المعالجات النفسية الإضافية التالية لعلاج اضطرابات الشخصية الحدي:
المعالجة المستندة إلى التعقّل Mentalization-based
العلاج النفسي المركَّز على التحويل Transference-focused psychotherapy
العلاج المركَّز على مخّطّط Schema-focused therapy
العلاج النفسي الداعم
يشير التَّعقّل Mentalization إلى قدرة الأشخاص على التفكير وفهم الحالة الذهنية (ما يشعرون ولماذا) والحالة الذهنية للآخرين.تساعد المعالجةُ القائمة على التعقّل الأشخاص على القيام بما يلي:
تنظيم عواطفهم بشكل فعّال (على سبيل المثال، تهدئة الشخص عندما يشعر بالانزعاج)
فهم كيف يُسْهِمون في مشاكلهم وصعوباتهم مع الآخرين
استقراء وفهم كيف يفكر الآخرون ويشعرون
وبذلك فهي تساعدهم على التواصل مع الآخرين بالتعاطف والانسجام، مما يساعد الآخرين أيضًا على فهمهم ودعمهم.
تعمل المعالجة النفسية القائمة على التحويل على التركيز على العلاقة المتبادلة بين الشخص والمعالج.يطرح المعالجُ أسئلة، ويساعد الشخصَ على تفحُّص الصور الذاتية وردود الفعل الذاتية المبالغ فيها والمشوَّهة وغير الواقعية تجاه ظروف مختلفة.يجري التركيزُ على اللحظة الحالية (بما في ذلك كيفية ارتباط الشخص بالمعالج النفسي) بدلًا من الماضي؛فعلى سبيل المثال، عندما يصبح شخص هادئ خجول معاديًا ومُثيرًا للجدل، قد يسأل المعالجُ عمّا إذا كان قد لاحظ تحولًا في المشاعر، ثم يطلب منه أن يفكرَ في كيف أصبح ينظر للمعالج والذات عندما تغيّرت الأشياء.والأهداف هي
تمكين الشخص أو الشخص من اكتساب شعور أكثر استقرارًا وواقعية تجاه الذات والآخرين
تعليمه كيفية التواصُل مع الآخرين بطريقة أكثر صحَّة من خلال نقل ذلك إلى المعالج
يُركِّز العلاج المركَّز على مخطط على تحديد أنماط التفكير والشعور والتصرف والتكيُّف مدى الحياة (يُسمّى ذلك المخطّطات)، واستبدال الأفكار والمشاعر والسلوكيات السلبية بأخرى أكثر صحّة.
قد يكون العلاجُ النفسي الداعم مفيدًا أيضًا.هدفُ المعالج هو إقامة علاقة عاطفية ومشجعة وداعمة مع الشخص، ومن ثمّ مساعدته على تطوير آليّات دفاع صحّية، وخاصة في العلاقات الشخصية.ولكنَّ العلاجَات الداعمة وحدها قد لا تقلِّل من المشاكل المباشرة لاضطراب الشخصية الحدي (مثل السُّلُوك الانتحاري وإيذاء الذات غير الانتحاري) بنفس فعالية العلاجات النفسية الأخرى الأكثر نوعيةً لهذا ااضطراب.
الأدوية
عند الحاجة، تُستخدَم الأدوية لعلاج أعراض مُعيَّنة على نحو طفيف.تنطوي هذه الأدوية على
مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، وهي نوع من مضادات الاكتئاب: للمساعدة على تخفيف الاكتئاب والقلق (تكون فعالة على نحو بسيط فقط عند الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدي)
الأدوية التي تساعد على استقرار المزاج: للمساعدة على التقليل من الاكتئاب، والقلق، وتقلّبات المزاج، والميول الاندفاعية
الأدوية الأحدث (الجيل الثاني) المُضادَّة للذهان: للمساعدة على تقليل القلق والغضب ومشاكل التفكير المرتبطة بالتوتّر في (مثل الأفكار الزورانيّة أو الأفكار الشديدة التنظيم)..