اضطراب ثنائي القطب
9 أكتوبر، 2024برنامج الرعاية اللاحقة للعلاج (المتابعة)
9 أكتوبر، 2024
اضطراب ما بعد الصدمة
اضطراب الكرب التالي للرضح (PTSD) هو حالة صحية عقلية يستثيرها حدث مخيف — قد يحدث لك أو قد تشهده. قد تتضمن الأعراض استرجاع الأحداث، والكوابيس والقلق الشديد، بالإضافة للأفكار التي لا يمكن السيطرة عليها بخصوص الحدث.
أغلب من يمرون بأحداث مؤبمة قد يصابون بصعوبة مؤقتة في التأقلم والتكيف، ولكن بمرور الوقت والعناية الجيدة بالنفس، فعادةً ما يتحسنون. إن تفاقمت الأعراض، أو استمرت لشهور أو حتى لسنوات، وإن أعاقت حياتك اليومية، فقد تكون مصابًا باضطراب الكرب التالي للرضح (PTSD).
تلقّي العلاج الفعال بعد تطور أعراض اضطراب الكرب التالي للرضح (PTSD) يمكن أن يكون حاسمًا للحد من الأعراض ولتحسين الوظيفة.
الأعراض
قد يبدأ ظهور أعراض اضطراب الكرب التالي للصدمة خلال شهر واحد من وقوع الحدث الذي سبب صدمة نفسية، لكن أحيانًا قد لا تظهر الأعراض إلا بعد أعوام من وقوع الحدث. وتسبب هذه الأعراض مشكلات كبيرة في المواقف الاجتماعية أو مواقف العمل وفي العلاقات. ويمكن أن تتعارض أيضًا مع قدرتك على أداء مهامك اليومية العادية.
تندرج أعراض اضطراب الكرب التالي للصدمة عمومًا تحت أربعة أنواع: الذكريات المُلحّة، والتجنُّب، والتغيرات السلبية في التفكير والمزاج، والتغيرات في ردود الفعل الجسدية والعاطفية. وتختلف الأعراض بمرور الوقت أو من شخص إلى آخر.
الذكريات المُلحّة
قد تشمل أعراض الذكريات المُلحّة ما يأتي:
ذكريات محزنة متكررة غير مرغوب فيها للحدث المؤلم نفسيًا
استرجاع تفاصيل الحدث المؤلم نفسيًا كأنه يحدث مرة أخرى
أحلام أو كوابيس مزعجة عن الحدث المؤلم نفسيًا
توتر انفعالي حاد أو ردود فعل جسدية تجاه أمر ما يذكرك بالحدث المؤلم نفسيًا
التجنُّب
قد تشمل أعراض التجنُّب ما يأتي:
- محاولة تجنُّب التفكير في الحدث المؤلم نفسيًا أو التحدث عنه
- تجنُّب الأماكن أو الأنشطة أو الأشخاص الذين يذكرونك بالحدث المؤلم نفسيًا
- التغيرات السلبية في التفكير والمزاج
قد تشمل أعراض التغيرات السلبية في التفكير والمزاج ما يأتي
- أفكار سلبية عن نفسك أوعن الآخرين أو العالم
- اليأس بشأن المستقبل
- مشكلات في الذاكرة، بما في ذلك عدم تذكر جوانب مهمة من الحدث المؤلم نفسيًا
- صعوبة الحفاظ على العلاقات الوثيقة
- الشعور بالانفصال عن العائلة والأصدقاء
- فقدان الشغف بالأنشطة التي طالما كنت تستمتع بها
- صعوبة الإحساس بمشاعر إيجابية
- الشعور بالتبلد العاطفي
- التغيرات في ردود الفعل الجسدية والعاطفية
قد تشمل أعراض التغيرات في ردود الفعل الجسدية والعاطفية (تُسمى أيضًا أعراض الاستثارة) ما يأتي:
- الإجفال أو الشعور بالخوف بسهولة
- الحذر الدائم من وجود خطر
- سلوك مدمِّر للذات، مثل الإفراط في تناوُل الكحول أو القيادة بسرعة كبيرة
- صعوبة النوم
- صعوبة التركيز
- سهولة الاستثارة ونوبات غضب وسلوك عدواني
- شعور بالذنب أو الإحراج صعب التحمّل
- العناية الذاتية
- المُعالجةُ النفسيَّة
- الأدوية في بعض الأحيان
- معالجة اضطرابات أخرى ، مثل تعاطي المواد أو الاكتئاب الكبير
- تعد المُعالجة النفسيَّة أساسية في تدبير اضطراب الكرب بعد الصدمة (PTSD).
يمكن للتثقيف حول اضطراب الكرب بعد الصدمة أن يكون خطوة مبكّرة مهمة في العلاج.وقد تكون أعراض اضطراب الكرب بعد الصدمة مُربكةً بشكلٍ كبيرٍ، وغالبًا ما يكون مفيدًا جدًا للأشخاص والأحباء أن يفهموا كيف يمكن أن تشتمل الإصابة باضطراب الكرب بعد الصدمة على أعراض تبدو غير ذات صلة.
يُعد العلاج السلوكي المعرفي الذي يركز على الصدمات العلاج الأكثر فعالية لاضطراب الكرب ما بعد الصدمة.ينطوي هذا الشكلُ من العلاج، والذي يكون فعَّالًا أيضًا في اضطراب الكرب الحاد، على التثقيف حول طبيعة الإجهاد واستجابة الجسم/العقل له، وتعديل تفكير الشخص حول الحدث الصادم والاستجابات له (أو وضع الأشياء في منظورها الصحيح)، والخضوع إلى تعرض علاجيّ موجَه بعناية لذكريات التجربة الصادمة.
من المهم العثور على اختصاصي في الصحة النفسية يمكنه منح الدفء، والطمأنينة، والتعاطف لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة الذين غالبًا ما يعانون من الخجل، والتجنب، واليقظة المفرطة، والانفصال.
وتعد طرائق تدبير الشدّة، مثل التنفُّس والاسترخاء، مهمَّة.يمكن للتمارين التي تُقلِّل من القلق أو تضبطه (مثل اليوغا والتأمُّل) أن تُخفِّفَ الأَعرَاض، كما تُهيِّئ الأشخاص للعلاج الذي ينطوي على التعرُّض إلى ذكريات الصدمة التي تُحرِّضُ الشدة.
تؤيِّد أقوى الأدلة الحالية العلاج النفسي المنظَّم والمركَّز، وهو نوع من العلاج المعرفي السُّلُوكي يسمَّى المعالجة بالتعرُّض، حيث يساعد على إطفاء الخوف المتبقي من الحدث الصادم.
في العلاج بالتعرُّض، يجعل المعالجُ الأشخاص يتصوَّرون أنَّهم في حالات أو ظروف أو مع أشخاص يتجنَّبونهم، بسبب أنَّ ذلك يربط بين هذه الحالات أو الظروف والأشخاص وحدوث الصدمة؛فعلى سبيل المثال، قد يُطلب من المريض تخيُّل زيارة الحديقة حيث جَرَى الاعتداء عليه فيها.قد يساعد المعالج الناس على إعادة تخيل الحدث الصادم نفسه.بسبب القلق الشديد المرتبط بالذكريات المؤلمة، من المهم أن يشعر الأشخاص الخاضعون للعلاج بالدعم وأن يستمر التعرض بالوتيرة الصحيحة.قد يكون الأشخاصُ الذين تعرّضوا لصدمة نفسية حسّاسين بشكلٍ خاص وعرضة للتهديد بالصدمات مرّة أخرى، لذلك يمكن أن تتوقف المعالجة إذا سارت الأمور بسرعة كبيرة.وفي كثير من الأحيان، قد تتحول المعالجة من العلاج بالتعرض إلى علاج أكثر دعمًا وانفتاحًا، لمساعدة الأشخاص على أن يكونوا أكثر راحة في العلاج بالتعرض.
كما يمكن للعلاج النفسي الموسّع والأكثر استكشافًا أن يسهل العودة إلى الحياة السعيدة، مثل التركيز على العلاقات التي قد تكون مضطربة بسبب اضطراب الكرب بعد الصدمة.وقد تكون أنواع أخرى من العلاج النفسي الداعم والديناميكي مفيدة أيضًا ما دام أنها لا تحوّل تركيز العلاج بعيدًا عن العلاج بالتعرض.
وتعدُّ إزالة الحساسية بمراقبة حركات العينين وإعادة ضبطها شكلاً من أشكال العلاج بالتعرُّض. وفي هذه المعالجة، يتتَّبع الأشخاص إصبع المعالج المتحرِّكة بعيونهم في حين يتخيَّلون التعرُّض للصدمة.ويعتقد بعضُ الخبراء أنَّ حركات العين نفسها تساعد على إزالة الحساسية، ولكن ربَّما تعمل هذه الطريقة أساسًا بسبب التعرُّض، وليس بسبب حركات العين.